الخميس، 29 أغسطس 2013

الكثير من التفكير يضر



ينقلب التفكير نقمة في كثير من الأحيان. لك أن تتخيل ماذا يعني أن يعمل عقلك بصورة متواصلة لا يمل من كثرة ما يتزاحم بداخله من أفكار.. لا يشعر بالإرهاق إلا بعد حين، وقت أن تلتبس عليه الأمور ويصبح عاجزا عن تلقي أي شيء جديد أو فهم أي عصي.. ساعتها، القليل من الراحة الإجبارية لا يضر.. عنصر الإجبار ضروري هنا، وإلا سيصبح الانهيار هو النتيجة الحتمية.. المشكلة أن الأمر ليس بتلك السهولة المفترضة، وإلا لما كنا تعساء الآن..

الأحد، 25 أغسطس 2013

أبطال المسرحية



في مسرحية هزلية، يتناحر الماضي والمستقبل ويحاول كل منهما فرض نفسه على الآخر. بينما الحاضر يجلس متفرجا في المقاعد الأمامية، عاجزًا عن الإتيان بحل ليفُض تناحر المتناقضَين.. وكيف له أن يفض التناحر وهو ليس بطلا من أبطال المسرحية ولا يُعتد بوجوده من الأساس؟ (أو ربما هكذا يظن)..

دقات الساعة لا تقف، ولا تكف عن الضجيج الممل الكاسر لسكون الليل، حيث العتمة التي لا تَفنى ولا تُستحدث من العدم..

دقات الساعة لا تنفك تذكرنا بحاضرنا الذي تاه منّا وتُهنا عنه وسط التناحر، علنا نذَّكَّر.. علنا نتّعظ..

الأربعاء، 21 أغسطس 2013

فيروز



أعاد لي حظر التجول الذي نعاني منه الآن علاقتي التي افتقدتها بفيروز، والتي كان قد أصابها الخلل منذ مدة لا أدرك مداها. لمحات الشجن في صوتها لازلت تذهلني كلما أُنصت لها، وكأنني أجد نفسي فيها، فأنسى، أو أتناسى..

أستمع الآن وقت الكتابة إلى "سلّملي عليه..... قِلوا عيونه مش فجأة بينتسوا..".. أذكرك في نفسي. أبتسم، وأخاف.. أتذكر:"صباح ومسا.. شي ما بينتسى..تركت الحب وأخدت الأسى".. أزداد خوفا..

ربما أدركت السيدة منذ البداية أن لا شيء جميلا يكتمل.. ربما أرادت إيصال الرسالة عبر رنات صوتها، فأدركَ من أدرك، ولا يزال الآخرون يتخبطون.. ولكن... "إيه في أمل.."

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

حذف الماضي

التخلص من آثار الماضي المرهق يزيح عن روحك عبئا كبيرا..

كان القرار اليوم وليدَ لحظةٍ فجائية.. أن أقوم بحذف المدونة السرية التي أنشأتها في السنة الماضية. لم أفكر حتى بالإطلاع على مافيها لمرة أخيرة، فبعض الأشياء يا حبذا لو تنمحي دون آثار تذكر. لم أشأ أن أتسبب بالوجع لنفسي مرة أخرى. أتذكر كلمة مي التي قالتها لي اليوم: "يا بنتي خلاص شيلي من دماغك".. أبتسم.. أشعر بخفة روح افتقدتها كثيرا.. يبقى فقط أن يمر تسعون يوما كي يتم حذف المدونة نهائيا بلا رجعة.. لا يهم.. فقط تكفيني عودتي لنفسي مرة أخرى..

الاثنين، 19 أغسطس 2013

أي كلام

فلنرتجل ولنرتكب فعل الكتابة دون الحديث عن موضوع بعينه أو إعدادِ آخرٍ ليصبح قيد الكتابة..

لأتحدثْ مثلا عن الوطن الذي لم يعد كذلك.. عن الإنسانية التي لم تعد كذلك.. عن البشر الذين لم يعودوا كذلك.. عني، وأنا لا زلت لا أفهمني..

يبدو الكلام مبتذلا وهو يصف المجريات.. المجريات من "جري".. تجري الأمور بسرعة مرعبة لا يسعنا استيعابها.. نحن لا نمتلك الحقيقة كاملة، وأعيننا قاصرة عن رؤية الأشياء من حولنا بالعين المجردة.. العدسات المكبرة لم تعد تفي بالغرض..

كعلكة أو قطعة صلصال تتشكل حسب مزاجنا، يتشكل الوعي بداخلنا حسب ما نرى.. يتغير الشكل بمرور الوقت وتغير المعطيات، والمعطيات لا تصدق غالبا..

يبدو أننا جميعا بحاجة إلى كشف نظر و نظارات مصححة، لعل الرؤية تتضح.. 

الأحد، 18 أغسطس 2013

وجع

للموت سمة مميزة، لا يدركها إلا من فقد حبيبا أو قريبا.. الفقدان مفجع، والافتقاد موجع..

عمرو قاسم.. أنا لا أعرفك شخصيا، ولكن أعرف بعض من يعرفونك.. أبكتني زوجتك أسماء بتدوينتها الباكية المبكية.. لا يسعني سوى الدعاء لك ولابنتك رقية، والدعاء لي: اللهم لا تفجعني في أحبتي..


فيما يلي تدوينة أسماء التي ترثي بها عمرو..



اللهم لا تفجعنا في أحبتنا..


السبت، 17 أغسطس 2013

بقايا من ماضٍ



عندما استشرى الخراب، وصارت الدماء المَسيلة هي المتحدث الرسمي باسم الإنسانية الجوفاء، لم يسعها سوى أن تصم أذنيها عن كل ما/ من حولها.. لوهلة، خُيّل إليها أنها تسمع في الخلفية صدى موسيقى طفولية كتلك التي تصدر من الدمي البلاستيكية.. لا إراديًا، وجدت نفسها تدندن: "في ماضي منيح بس مضى.. صفّى بالريح بالفضا.."*


*فيروز- إيه في أمل

الجمعة، 16 أغسطس 2013

في عالم موازٍ

يحدث في عالم موازٍ أن تنجح الثورة، وأن يرتاح من في القبور..

يحدث أن تكون أغنية "و بحتاجلك وتحتاجلي" هي النشيد الوطني للبلاد.. حيث لا وجود للأقنعة.. الكل متعايش ويتقبل الآخر بصدق ومحبة.... "ما بينّا ألف حلقة وصل"

يحدث ألا تكون اللحية وصمة عار لصاحبها، وأن تسير الغير متحجبة دون تكهنات ممن حولها..

يحدث أن يتزوج السلفي و الليبرالية بعد قصة حب يتغاضيان بسببها عن أي اختلافات سياسية وفكرية..

يحدث أيضا أن نكون أكثر الدول تقدما على مستوى التعليم والصحة.. أن تكون المستشفى الرئيسي الجامعي (الميري) هي أرقى المستشفيات من حيث الخدمة و النظافة وتوافر المستلزمات..

يحدث أن يقدم السبكي فيلما عن قصة نجاح مجدي يعقوب..

يحدث أن تختفي الأمراض النفسية كالشيزوفرنيا، الموجودة في العالم الحقيقي نتيجة مشاهدة إعلانات التبرعات المختلفة على الشاشات متبوعة بـإعلانات Mountain View و Hyde Park.. 

يحدث أن يتقن هاني سلامة النطق الصحيح لكلمات اللغة العربية الفصحى، وأن يدرك مخارج الألفاظ عند تمثيله لدور الداعية..


في عالم موازٍ، يتحقق قول غسان كنفاني: الوطن هو ألا يحدث ذلك كله..*



*من رواية "عائد إلى حيفا"


الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

بلا لون

الشرنقة التي كانت يوما ما زرقاء، بهتت و فقدت لونها. فقدت ما كان يميزها..

لحظة أن قررت تخطو لتبحث عن معنى لحياتها، حاصرها الكل من جميع النواحي..
مدّت ذراعيها بعرض السماء علّها تصل إلى الشمس، فجذبتها أذرعهم الحارقة كيلا تحترق.. 
افترشت الثلوج وتمددت في خفة، فحاصروها في المنام بقلوبهم الجليدية..
عند البحر سعت تتأمل.. لم يتركوا أفكارها إلا وقد غرقت في بئر من التوهان..

كيف فقدنا أنفسنا هكذا؟

الاثنين، 12 أغسطس 2013

فلسفة لن تهمك على الأرجح



لماذا أفكر في رحلة إلى اليونان وقت مشاهدتي لفيلم Animation؟
ربما لأن يوما كالبارحة يُعد جامعا لكل ما يمكن لبشر أن يشعر به طوال حياته.. أن تختزل حياتك في يوم ليس بالضرورة أن يكون مميزا إذا نظرت فقط إلى التفاصيل المادية.. ولكن، إذا أعدت النظر من زاوية أخرى -فلسفية ربما- ستدرك أن الأمر برمته مميز.. ستدرك أنك تحيا مرة واحدة.. أنه لا عيب في كونك تميل إلى الاختلاف عن ما/من حولك، وأن اختلافك هذا ميزة تُحسد عليها، ولا يساع الكثيرين إدراكُها..  

الجمعة، 9 أغسطس 2013

تجليات العيد

-مبدئيا.. العيد ماكانش عيد أوي السنة دي..

-لحظة تفكير قبل النوم: فيه ناس في حياتنا كانوا في يوم فارقين معانا أوي، ودلوقتي بقوا زي الغُرب بالنسبة لنا.. مجرد التفكير في ده ممكن يزعلك، بس الزعل مش بيطول لما تفتكر إن ربنا كريم وإن ليه حكمة في كل حاجة بتحصل حواليك..  

-ثم إن الواحد يكتشف إنه أحسن لو ماكانش نام بالليل قبل صلاة العيد، بدل من النوم ساعة ونص ويفضل طول الوقت بيسقط وعايز ينام..

-سؤال وجودي يطرح نفسه.. بالنسبة لبلالين الهيليوم اللي بتفلت من إيد العيال وتطلع بعد كده في السما، مصيرها بيكون إيه؟

-"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".. عن "نظافة" الشعب المصري أتحدث.

-عن الناس العزيزة عليك اللي بتحبها من قلبك وبيفضلوا على بالك طول اليوم، وأنت عارف إنهم في هم وضيق، وتفضل تدعيلهم ربنا ييسر لهم أمورهم ويفرح قلوبهم.. بيبقى نفسك بس تشوفهم فرحانين عشان هما يستاهلوا يفرحوا، وعشان فرحتهم بتفرحك :)

-كتر التفكير بيخلي الواحد وشه بهتان، وده -قطعًا- بينعكس على الصور.. نصيحة ليا وليكم: ما تفكريش/ ما تفكروش كتير..

-ويمر اليوم بسلام من غير ما حد يسألني السؤال اللولبي الأزلي: اتخصصتي ولا لسه؟

-وتبقى الحسنة الوحيدة في اليوم هي ديوان "مانيفستو" لمصطفى إبراهيم، اللي شراه ما كانش في الحسبان :)

 

الأحد، 4 أغسطس 2013

افتقاد

تحدق مطولا في الصفحة البيضاء أمامها.. تشعر أن الفراغ الأبيض يوشك أن يبتلعها. ربما يفسر هذا سر كرهها للون الأبيض، وعدم اقتناعها بالترهات القائلة أنه لون "السلام" و"الهدوء" و"الصفاء النفسي".. أي صفاء نفسي هذا الذي يتكلمون عنه؟ ترتبك لفكرة الصفاء، وهي التي ظلت تبحث عنه كثيرا حتى أصابها الإحباط، وحين عثرت عليه، انسل من بين أصابعها هاربا إلى حيث الفناء.. على تلة العمر، ظلت جالسة على السفح تنظر إلى أعلى وتتمنى.. تبحث بين ثنايا إنسانيتها عن شيء افتقدته كثيرا.. تحاول احتواء نفسها وقد عجز عن ذلك المقربون.. تتساءل: أهم حقا مقربون؟ يستنكر التساؤل نفسه، فتعجز عن إيجاد إجابة..

السبت، 3 أغسطس 2013

سكون ظاهري

من أدمن الكتمان، يصبح البوح بالنسبة له أمرا مستعصيا، مؤلما..

لحظات من الاختلاط كفيلة بإثارة براكين الأفكار داخل رأسك. لحظات تالية من الانعزال كفيلة بزيادة ثورة تلك البراكين.. أنت في كل الأحوال لا تكف عن التفكير. يتأرجح عقلك يمينا ويسارا وأنت تراجع كل شيء وتتأمل المقارنات المعقودة عليك من قِبلك ومن قِبل من حولك.. ليتك تعلم وليتهم يعلمون أن المقارنات هي أكثر الوسائل تدميرا لشخصيتك وزعزعة لثقتك بنفسك.. حتى وإن علمتَ هذا واعترفتَ به، كبرياؤهم يمنعهم من الاعتراف به أمامك خشية اهتزاز الصورة.. الصورة مهزوزة لا محالة، لكنهم لا يدركون.. تؤثر الصمت لأن الكل يؤول أفكارك وتصرفاتك حسب أهوائهم وقناعاتهم الشخصية.. تؤثر الصمت خشية ردود الأفعال -المتوقعة غالبا-.. تؤثر الصمت لأنه لم يعد هناك من يفهمك..

بمرور الوقت يصبح الصمت المتكرر كتمانا.. تدمن الكتمان، فيصبح البوح بعدها أمرا مستعصيا، مؤلما..