كانت بداية مواظبتي على صلاة التراويح هي وقت ملاحظتي لها.. الطفلة الصغيرة السمراء ذات الثلاثة أعوام التي تتلعثم في الكلام.. ترتدي العباءة السوداء الصغيرة وتواظب على الحضور يوميا مع أمها وجدتها..تصلي صلاة الصغار. تلعب حينا. تجلس ساكنة أحيانا. ينهال الجميع عليها بالقبل والأحضان وعبارات من عينة "ما شاء الله عليها" و "ربنا يحميها ويحفظها" وهكذا.
اليوم في الصلاة أجلس مصادفة بجانب جومانا. أداعبها كعادتي مع الأطفال: إيه ده إنتي كبرتي أوي، بقى عندك كام سنة؟ تفاجئني بالرد: تسعة! سبعة أعوام مرت، تغير فيها الكثير والكثير، وجومانا لا تزال كما هي، تواظب على الصلاة مع أهلها. تصلي اليوم صلاة الكبار، ولكنها لا تزال -كما عهدتها دوما- ترتديعباءتها السوداء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق